عرضت شركة قطرغاز المزايا البيئية لمشروعها لاسترجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2015 المنعقد في باريس، مسلطةً الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة قطر للحد من الأثار الناجمة عن تغير المناخ.
وفي كلمته التي ألقاها السيد هزيم علي المريخي، مدير إدارة الشؤون البيئية بشركة قطرغاز، في الجلسة المنعقدة بعنوان "دور تقنيات النفط والغاز في مواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ" كجزء من فعاليات "منظمة الدول العربية المنتجة للنفط" على هامش المؤتمر، سلط الضوء على الدور الجوهري الذي يقوم به هذا المشروع في الحد من احتراق الغاز في الأرصفه الستة لشحن وتحميل الغاز الطبيعي المسال في ميناء مدينة راس لفان الصناعية. وكان الغرض من هذه الجلسة هو مناقشة دور تقنيات النفط والغاز والأبحاث والتطوير في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المنتجة للنفط والجهود التي تبذلها لمكافحة الأثار الناجمة عن تغير المناخ، إضافة إلى تعزيز سبل التعاون فيما بينهم حول إجراءات التعامل مع تلك الأثار.
وأضاف المريخي أن هذا المشروع الذي بلغت تكلفته قرابة مليار دولار أمريكي سينتج عنه تخفيض احتراق الغاز بنسبة 90 بالمئة، وهي النسبة التي تعادل كمية تصل إلى 1.6 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. كما سيساعد هذا المشروع على استرجاع حوالي 29 مليار قدم مكعب معياري من الغاز في السنة، وهي كمية تكفي لإنتاج حوالي 750 ميجاواط من الكهرباء، والتي تزود 300 ألف منزل بالطاقة.
وقد قامت قطرغاز ببناء وتشغيل هذا المشروع، وبدأت عمليات التشغيل في أكتوبر 2014، وقد حقق هذا المشروع مؤخرا انجازا مهما عندما تم تحميل الشحنة رقم "1000" بأمان وفعالية، وتمت استعادة حوالي 535 ألف طن متري من الغاز الطبيعي المسال.
يذكر أنه أثناء تحميل الغاز الطبيعي المسال، الذي تصل درجته "-160" درجة مئوية على متن ناقلات الغاز، تتبخر كمية تصل إلى "واحد في المئة" من الغاز الطبيعي بسبب وجود فرق في درجات الحرارة بين الغاز الطبيعي المسال وخزان الناقلة. وبالتالي فإن مشروع استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن يقوم بتجميع هذا الغاز المتبخر وينقله إلى منطقة ضغط مركزية، حيث يتم فيها ضغط هذا الغاز، ثم نقله مرة أخرى إلى محطات انتاج الغاز الطبيعي المسال ليستخدم كغاز وقود أو يتم تحويله إلى غاز طبيعي مسال. يذكر أن جهاز الضغط هذا، والذي تم تصنيعه خصيصا لهذا المشروع، هو الأول من نوعه، والأكبر من نوعه الذي يتعامل مع مثل هذه الضغوط المنخفضة والكميات الكبيرة.
وتقوم شركة قطرغاز بإدارة مشروع "استرجاع الغاز المتبخر أثناء الشحن" بالنيابة عن شركة قطر للبترول وشركات إنتاج الغاز الطبيعي المسال العاملة في دولة قطر بصفته جزء من المنشآت المشتركة في مدينة راس لفان الصناعية. ويعد هذا المشروع الأكبر من نوعه، إضافة إلى كونه من أكبر الاستثمارات البيئية في العالم.
وتساهم شركة قطرغاز بفعالية في تحقيق الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030، وذلك من خلال القيام بدور استباقي وفعال ودولي في تقييم الأثار الناجمة عن تغير المناخ عن طريق الإنتاج المسؤول للغاز الطبيعي المسال مع الحفاظ على البيئة.